حافظت النهضة على مخزونها الانتخابي وأصبحت مدعمة من طرف حركات راديكالية ولكنّها محل مزاحمة حزب قلب تونس الذي أحرز على انتصار واضح رغم نشأته الحديثة.
أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فإنّ الشعب التونسي اختار السيد قيس سعيّد هذا المرشّح مختص في القانون وقد لاحظ ناقدوه عدم تجربته السياسية. أحرز قيس سعيّد في إطار التنظم الالتقائي على دعم حزب النهضة وائتلاف الكرامة والتيار الانتخابي ولكنه كان خاصّة محل مناصرة الشباب الذي نظّم حملته.
إعادة تصويت الشباب كان ميزة الانتخابات الرئاسية وهل نسجل ترشيد الشباب وفرض حل مشاغله وربما استعداده لافتكاك السلطة.
أبرز قيس سعيّد بعد انتخابه أولويات برنامجه "لبناء تونس جديدة" باعتماد "الثورة بمفهوم جديد" ولكن هل ستسمح صلاحيات الرئيس حسب الدستور بفرض هذه الأولويات على البرلمان التونسي.
تجاوزت تونس صراع الهوية أو قضية التحديث والتفتّح. الانتخابات أبرزت أولوية مواجهة الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية واعتبار "قفة المواطن" بما يحتّم توخي منوال اقتصادي واعتماد برامج تنميه واعتبار تطلعات الثورة "كرامة – حرية – تشغيل" وهل نقرّ هذه الأولوية أم هل سنتناساها ونرجع إلى الصراع حول المناصب في حكومة ائتلافية.
يحتّم الوضع الراهن توخّي سياسة تقشّف يقتضي مراجعة عدد الوزراء ومصاريف التصرف الإداري الذي يتطلبه المزيد من الوزراء والمستشارين.
ألم يحن الوقت لاختيار شخصية مستقلة تكون حكومة من أهل الاختصاص لإنقاذ البلاد.